سلسلة الحضارة العربية والإسلامية (١) – أثر الحضارة لازال موجود!

هل لي ان ادعوك إلى المقهى (Café)؟ و أن تنزع عنك هذا الكَتال (coat) وتجلس على الصفّه (Sofa) ذات المرتبة (mattress) الحمراء القرمزية(carmine)!إن القدني-صانع الحلوى- (candy) سيحضر لك كوبٌ (cup) من القهوة(Coffee) مع قطعتين من السكر (sugar). أم انك تفضل عصير الليمون “الليموناضة” (lemonade) و حلوى مع قليلاً من بنان الموز (banana)؟ خذ راحتك واجلس في هذا الديوان (divan) و إن صديقك صاحب قهوة الـ”مخا” –موكا– (mocha) الذي قد اخبرته في لعبة الشطرنج ان شاه-الملك- مات (checkmate) ليحب الجلوس في في هذا الديوان على صفه من قطن(cotton) عليها شراشف من القماش الشفاف(chiffon).نــعم يا عزيزي القارئ، انما كل ما ذكرته اعلاه في ترجمتها الانجليزية انما هي لكلمات من اصل عربي. بل وانما قد اخذت من العرب آن ذاك، فكوب القهوة مع قطعة من السكر التي ننعش صباحنا فيها وايضا القند-حلوى قصب السكر- الذي يصنعة القندي وجلوسنا في الدواوين على تلك الصُفا ولبسنا لهذا الكتال الدافئ في البرد القارس انما هو لمن حضارة العرب آن ذاك ومما كانو يعيشون فيه من حضارة و تقدم في العلم والمعرفة وكان الغرب في تلك الايام ليجد ان العربي هو الحضاري لدرجة انهم يتصورون ان لباس العالم يحب ان يكون لباس عربي. هذه هي حضارة العرب والمسلمون التي -وإن اختفت و اختنقت- لأصلها موجود بيننا وبين كلماتنا التي نستخدمها في حياتنا اليوميه ويكاد الان لا يوجد شخص لا يستخدم هذه الكلمات وهذا يدل على ما احدثه العربي من تغير آن ذاك.

 

 

 

في الحياة توجد الولايه التي نعطيها للشيء الذي نحبه. و قد تكون هذه الولايه دينية او عرقية او حتى دولية. ومن الولايه ان تصل بالمرء إلى مرحله التعصب لهذا الشيء الذي يواليه ويحبه وقد يراه بعض الناس انه لامن الطبيعي والآخر لا يراه كذلك. لكن الغريب عندما نرى شخص يحمل الولايه لشيء لا يؤمن فيه ونراه ايضا كالمتعصب لهذا الشيء الذي لا يؤمن به. هذا ما وجدته عند المستشرقة الألمانية زيغر هونكه في كتابها الشهير “شمس العرب تسطع على الغرب” والتي ستكون المنبع الرئيسي لما سأتحدث عنه لاحقاً. قد يتحزز البعض من كونها مستشرقة كما كنت اتحزز من هذا الشيء. لكن وهي بالذات وجدتها تتحدث عن اجدادنا لدرجة لو انها كانت عربية لقلت هذه مجرد أساطير أصحاب القومية العربية. وما قلته في البداية انما هو لنبذه مشابهة للتي كتبته في كتابها.

العصر الذهبي و عصور الظلام

Parmigianino_-_witches-_sabbath

ما يصنف في تاريخ الاوروبين للإختراعات انه كان هناك عصران فقط مزهران، عصر اليونانين وهذا هو ماقبل الميلاد، وعصر النهضه الصناعية الحديثة تاركين فجوه كبيرة وهي التي كانت مصدر لعصر النهضة وهو العصر الذهبي للإسلام.ما قصدته لا يعني انهم لم يذكرو للعرب فضل في العلم لكن قد اجحفوه بشكل كبير لدرجة لا توصف.

فكيف لنيوتن الذي لا نعلم هل فعلا سقطت التفاحة من رأسه أم قد اتاه العالم هالي لكي يحدثه عن التحدي الذي اجراه عن البحث في الجاذبية، ان يكتشف الجاذبية الارضية وهو لا يعلم الجبر؟! أليس ان كانت س-3=1 نجعلها س-3+3 = 1+3 ثم تطرح الثلاثة مع الثلاثة فتصبح صفراً الذي نستطيع ان نهمله وبالتالي تصبح س =4 وهذا الاكتشاف الذي هو اخطر من صاروخ. ألم يكن الخوارزمي أحق في الشكر بهذا من نيوتن؟ و فوق هذا لا ننسى كتاب يعقوب الكندي “في الأجسام الساقطة من أعلى” الذي لم ياخذ مكانته في العلم.

وكيف لينوناردو دايفنشي ان يكون قد اكتشف آله تصوير الثقب وقد تحدث عنها ابن الهيثم قبل اربعة قرون! وكيف له ان يسمى مخترع الطائرة “بسبب رسوماته الهندسيه عنها” و قد حلق فيها عباس بن فرناس قبله بستة قرون!…انما هو -لينوناردو دايفنشي- لشخص قد تأثر بتعاليم العرب وهي التي ساعدته في نبع تصاميمه و إختراعاتة.

واخيراً عن الخرافات التي أتت بسبب كلمة “خوارزمية” (Algorithms) التي تعددت معانيها في القرن الثالث عشر و منهم من قال فيها انها ترجع إلى اصل (Algos) و تعني الفن، و (Rodos) وتعني العدد باليونانيه وبالتالي تكون “فن العدد

و يأتي آخر لسنبها الجوروس (Algorus) الملك الهندي. وغيرها من قال ان Al مأخوذه من ال التعريف العربية و ان Aorithms بمعنى العدد واما حرف الـG كان مجرد زيادة!

ما أريد الوصول إليه هو ان هذا لا يعني ان الغرب لم يبدع في العلم -ولو لم يبدع لما كتبت هذه التدوينة- ولكن للعالم افضاله و كان للعرب مكانه في ذلك فيجب ان يقدرون بهذا العلم الذي قدموه العرب إليهم كما سبق اليونانيون الجميع.

 

سهيل الكويليت